SquaredFinancial
Back

تراجع المعنويات مع ضغوط في أسهم التكنولوجيا والعملات الرقمية

واصلت الأسواق العالمية خسائرها لليوم الثاني على التوالي، متأثرة بعمليات بيع واسعة في قطاع التكنولوجيا ومخاوف متزايدة من ارتفاع التقييمات المبالغ فيها في الأسهم. يأتي هذا التراجع بعد موجة صعود استمرت عدة أشهر بدعم من التفاؤل حول الذكاء الاصطناعي وتوقعات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، إلا أن التصحيح الأخير كشف هشاشة الزخم، خصوصاً في القطاعات ذات التقييمات المرتفعة، بينما يعيد المستثمرون تقييم شهية المخاطرة.

الأسهم: ضعف التكنولوجيا يقود التراجع العالمي

سجل مؤشر ناسداك 100 أكبر انخفاض له منذ قرابة شهر، مع تراجع العقود الآجلة بنحو ‎0.3%‎ في بداية التداولات. وتمركزت عمليات البيع في أسهم “السبعة العظماء” حيث جاءت نتائج بعض الشركات دون التوقعات؛ إذ هبطت أسهم Super Micro Computer بعد نتائج مخيبة، وتراجعت AMD عقب تحديث لم يرق لتطلعات المستثمرين.ns.

وخارج قطاع التكنولوجيا، ظهرت مؤشرات على تراجع حدة البيع، إذ قلّصت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 خسائرها، وحقق Russell 2000 للأسهم الصغيرة مكاسب طفيفة. كما تراجع Stoxx Europe 600 الأوروبي ‎0.3%‎، وانخفض مؤشر MSCI العالمي ‎0.2%‎، ما يعكس حالة حذر عامة.

يتماشى هذا التراجع مع تحذيرات الرؤساء التنفيذيين في وول ستريت من احتمال تصحيح يتجاوز ‎10–15%‎ خلال العامين المقبلين. وأشاروا إلى أن أرباح الشركات ما زالت قوية، لكن التقييمات أصبحت مرتفعة للغاية، إذ يتداول S&P 500 عند مضاعف ربحية يبلغ ‎23 مرة للأرباح المتوقعة‎ مقابل متوسط خمس سنوات عند ‎20‎، بينما وصل مضاعف ناسداك 100 إلى ‎28 مرة‎ مقارنة بـ ‎19 مرة‎ في 2022.

ويرى بعض القادة أن مثل هذه التصحيحات “تطور صحي” في دورة السوق، مع توقع تزايد الفجوة في الأداء بين الشركات القوية وتلك الضعيفة مع اقتراب عام 2026.

العملات الرقمية: عمليات بيع من المستثمرين طويلين الأمد

تواصلت الضغوط في سوق العملات الرقمية مع هبوط البيتكوين دون مستوى ‎100,000‎ دولار لأول مرة منذ يونيو قبل أن يرتد جزئياً. بخلاف الانخفاضات السابقة المدفوعة بالرافعة المالية، جاء هذا الهبوط نتيجة بيع مكثف من قبل المستثمرين القدامى. فقد جرى بيع ما يقارب 400 ألف بيتكوين خلال الشهر الماضي، أي ما يعادل نحو 45 مليار دولار.

وتُظهر البيانات أن معظم هذه العملات كانت محتفظاً بها بين ‎6‎ و‎12‎ شهراً، ما يشير إلى عمليات جني أرباح بعد مكاسب الصيف. كما بلغت تصفيات العقود الآجلة حوالي 2 مليار دولار خلال 24 ساعة فقط، وهي نسبة محدودة مقارنة بتصفية 19 مليار دولار في موجة أكتوبر.

هذا التحول نحو البيع الفوري يعكس ضعف الطلب من “الحيتان” بينما يلتزم المستثمرون المؤسسيون جانب الحذر. ويتوقع بعض المحللين استمرار عمليات التصفية حتى منتصف عام 2026، مع إمكانية هبوط الأسعار نحو 85,000 دولار قبل الاستقرار.

السلع والعملات

ارتفع الذهب لأول مرة منذ أربعة أيام بنسبة ‎0.8%‎ ليصل إلى ‎3,964‎ دولاراً للأونصة، وسط توجه نحو الأصول الآمنة. وصعد خام غرب تكساس ‎0.7%‎ إلى ‎61.01‎ دولاراً للبرميل، رغم استمرار الضغوط على قطاع السيارات بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية التي أثرت على أرباح شركات مثل تويوتا.

أما في أسواق العملات، فاستقر مؤشر الدولار الأمريكي، وبقي اليورو عند ‎1.1481‎ دولار، والإسترليني عند ‎1.3030‎، في حين استقر الين عند ‎153.70‎ للدولار. كما ظلت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 سنوات مستقرة قرب ‎4.09%‎، مما يعكس استمرار الرهانات على خفض الفائدة في ديسمبر.

أبرز أخبار الشركات والسياسة

  • خفضت Novo Nordisk توقعاتها للمرة الرابعة هذا العام بسبب تباطؤ مبيعات أدوية Ozempic وWegovy.
  • تراجعت Pinterest بعد أن جاءت إيراداتها دون التوقعات، ما يثير الشكوك حول نمو الإعلانات الرقمية مع اقتراب موسم العطلات.
  • أعلنت SoftBank وOpenAI عن خطط لإطلاق خدمات ذكاء اصطناعي للشركات اليابانية العام المقبل بهدف تحويل الضجة إلى إيرادات حقيقية.
  • سياسياً، شهدت الولايات المتحدة حدثاً لافتاً بفوز زوهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك، ليصبح أول مسلم وأول من أصول جنوب آسيوية يتولى المنصب في تاريخ المدينة. دعا ممداني إلى تجميد الإيجارات وتوسيع الخدمات الاجتماعية، مما يعكس تحولاً سياسياً يسارياً قد ينعكس على السياسات الاقتصادية المحلية.
التوقعات المستقبلية

يبقى المزاج العام في الأسواق حذراً مع استمرار القلق بشأن تقييمات الأسهم وبيانات التوظيف القادمة في ظل الإغلاق الحكومي الأمريكي. وبينما لا تزال الأساسيات طويلة الأجل – مثل الابتكار في الذكاء الاصطناعي – داعمة، إلا أن التقلبات قصيرة الأجل ستظل مرتفعة.

من المتوقع أن تستمر الأسهم في التماسك الجانبي مع إعادة تسعير المخاطر وتحول الاستثمارات نحو القطاعات المقومة بأقل من قيمتها، بينما قد تواجه العملات الرقمية مرحلة تصحيح ممتدة قبل استقرارها. وفي ظل محدودية البيانات الاقتصادية، يُنصح المستثمرون بالحذر وانتظار فرص انتقائية عند عودة التقييمات إلى مستويات أكثر واقعية.


بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال

نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.

رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.

المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية

This site is registered on wpml.org as a development site.