الأسواق في حالة توتر مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران والمستثمرون يستعدون للرد الإيراني

افتتحت الأسواق العالمية الأسبوع تحت ضغط متزايد مع تصاعد المخاطر الجيوسياسية عقب الضربات الجوية الأميركية غير المسبوقة على المنشآت النووية الإيرانية. ومع تعهد طهران بالرد، ووسط حالة عدم الاستقرار المتزايدة في الشرق الأوسط، يعيد المستثمرون ترتيب مراكزهم عبر مختلف فئات الأصول. في المقابل، تظهر أسواق العملات والسلع والأسهم أنماطاً دفاعية كلاسيكية في ظل هذا المشهد غير المستقر.
نقطة الاشتعال الجيوسياسية: الشرق الأوسط على حافة الانفجار
شنت الولايات المتحدة ضربات جوية منسقة على مواقع التخصيب النووي الإيرانية الرئيسية في فوردو ونطنز وأصفهان، باستخدام أكثر من 125 طائرة وصواريخ توماهوك وذخائر خارقة للتحصينات. تمثل هذه الضربات أول مواجهة عسكرية مباشرة بين واشنطن وطهران منذ عقود، ما أدى إلى تصعيد التوترات الإقليمية إلى مستويات غير مسبوقة.
– لا يزال الرد الإيراني معلقاً، فقد حذرت السلطات من أن “توقيت وطبيعة وحجم” الرد سيُحدد من قبل القيادة العسكرية.
– إسرائيل وسعت هجماتها لتتجاوز غزة، مستهدفة مواقع عسكرية داخل العمق الإيراني، بما في ذلك البنية التحتية للصواريخ ومنشآت الرادار.
– تخضع الطرق البحرية العالمية، لا سيما مضيق هرمز، لرقابة مشددة وسط مخاوف من تعطّل الإمدادات.
أسواق النفط والطاقة: تصاعد المخاوف بشأن الإمدادات
تتجه الأنظار إلى أسواق الطاقة:
– قفز خام برنت بنسبة وصلت إلى 5.7% في التداولات المبكرة قبل أن يستقر على مكاسب بنسبة 2% بالقرب من 75 دولاراً للبرميل.
– ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.7%، مع تزايد المخاوف بشأن تعطل سلاسل الإمداد.
– غيرت ناقلتا نفط عملاقتان مسارهما بالقرب من مضيق هرمز مع تزايد المخاطر المرتبطة بالملاحة الإقليمية.
– يحذر المحللون من أن أسعار برنت قد ترتفع مؤقتاً إلى مستويات قريبة من 110 دولارات للبرميل إذا أدى الرد الإيراني إلى تعطيل الإمدادات بنسبة 10% فقط.
وعلى الرغم من عدم وجود تعطل فعلي في إمدادات النفط حتى الآن، أصبحت علاوة المخاطر جزءاً أساسياً من الأسعار، ما يبقي أسعار الطاقة مرتفعة.
أسواق العملات: الدولار يرتفع وتدفقات الملاذ الآمن متباينة
أظهرت أسواق العملات تحركات دفاعية:
– ارتفع مؤشر بلومبرغ للدولار بنسبة 0.3% مدعوماً بطلب الملاذات الآمنة وتصفية مراكز الرافعة المالية.
– ضعف الين الياباني بنسبة 0.6%، بينما تراجع اليورو بنسبة 0 0.3%.
– استمر الشيكل الإسرائيلي تحت ضغط شديد، مسجلاً أضعف مستوياته منذ أبريل.
– يواصل المتداولون مراقبة ما إذا كانت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران ستؤدي إلى اضطرابات أوسع في أسواق العملات.
الأسهم تتراجع لكنها تظل متماسكة نسبياً
شهدت الأسواق العالمية تراجعاً في الأسهم، لكن الخسائر بقيت محدودة:
– تراجعت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 0.3%، مع بقاء المؤشر أقل من 3% من أعلى مستوياته التاريخية الأخيرة.
– انخفضت العقود الآجلة لمؤشر Euro Stoxx 50 بنسبة 0.5%، في حين تراجع مؤشر نيكاي 225 الياباني بنسبة 0.2%.
– لامس مؤشر MSCI لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ أدنى مستوياته منذ أوائل يونيو.
– سجلت أسهم الشحن والدفاع الآسيوية مكاسب مدفوعة بتوقعات زيادة الطلب على النقل والخدمات العسكرية، في حين تعرضت شركات الطيران لضغوط بيعية بفعل ارتفاع أسعار النفط.
لا تزال ردة فعل السوق محسوبة، فقد ساعدت التعديلات السابقة في المراكز والتحوطات على الحد من التراجعات العميقة، على الأقل في المدى القريب.
السلع والعملات المشفرة: ردود فعل متباينة
– تراجع الذهب بشكل طفيف بنسبة 0.3% ليصل إلى 3,359 دولاراً للأونصة، لكنه لا يزال قريباً من أعلى مستوياته الأخيرة وسط استمرار عدم اليقين الجيوسياسي.
– ارتفع البيتكوين بنسبة 1.7% ليصل إلى 101,242 دولاراً، مستعيداً بعض خسائره بعد أن كسر حاجز 100,000 دولار في وقت سابق من الجلسة.
– صعد الإيثيريوم بنسبة 2.2%، على الرغم من أن الأصول الرقمية بشكل عام لا تزال شديدة الحساسية للتحولات في معنويات المخاطرة والسيولة.
التوقعات: أنظار الأسواق تتجه نحو الخطوة التالية لإيران
يواصل المشاركون في السوق التركيز على:
– الرد الإيراني المرتقب، واحتمال أن يؤدي إلى مزيد من تعطيل أسواق الطاقة أو زعزعة الأمن الإقليمي.
– مدى قوة الطلب على الدولار كملاذ آمن، وما إذا كانت الاختراقات الفنية ستؤدي إلى موجة صعود مستدامة للعملة الأميركية.
– استجابات المصارف المركزية، فتصريحات مسؤولي الفدرالي تشير إلى أن أسعار الفائدة “في وضع جيد”، لكن الأسواق لا تزال تسعّر احتمال خفض الفائدة في وقت لاحق من هذا العام.
– البيانات الاقتصادية الأوسع، فيُتوقع أن تكشف المؤشرات الأوروبية والأميركية مدى ضعف قطاع التصنيع الناجم عن الحروب التجارية.
يظل المشهد العالمي هشاً، تهيمن عليه المخاطر الجيوسياسية المتزايدة، والغموض في أسواق الطاقة، وتمركز المستثمرين بحذر. وعلى الرغم من أن الأسواق تجنبت حتى الآن حالة من الذعر الشديد، من المرجح أن تستمر التقلبات، مع حساسية مفرطة للأحداث والتطورات العاجلة.
يوصى المستثمرون بالحفاظ على مراكز دفاعية، وتغطية التعرض للعملات، ومراقبة المستجدات الجيوسياسية عن كثب.
بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال
نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.
رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.
المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية