ترامب يفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية
انتُخب دونالد ترامب الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، ما يمثل عودة سياسية مذهلة في واحدة من أكثر الانتخابات استقطابًا في تاريخ الولايات المتحدة. وقد فاز ترامب البالغ من العمر 78 عامًا بسباق غير مسبوق واجه فيه إدانات جنائية، ونجا من محاولتي اغتيال، وتغلب على منافسة من نائبة الرئيس كامالا هاريس التي حلت محل الرئيس جو بايدن غير الشعبي في الأشهر الأخيرة من الحملة الانتخابية.
وجاء هذا الانتخاب وسط انقسام كبير حول قضايا مثل الهجرة، والإجهاض، والسياسة الخارجية، بينما لا يزال يتعامل مع آثار أكبر موجة تضخم منذ أربعة عقود. كذلك اضطلع ترامب بدور رئيسي في مساعدة الجمهوريين على استعادة السيطرة على مجلس الشيوخ، ما أبرز قدرته على الوصول إلى مشاعر الإحباط لدى الناخبين.
انخفاض السندات الأميركية بأكبر وتيرة منذ الجائحة
انخفضت سندات الخزانة الأميركية، فقد شهدت السندات لأجل 30 عامًا أكبر انخفاض لها منذ بداية الجائحة. حدث هذا الانخفاض مع عودة المستثمرين للظن أن عودة دونالد ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض ستؤدي إلى زيادة التضخم.
تأثرت السندات طويلة الأجل بشكل خاص، فقد ارتفعت العوائد لأجل 30 عامًا بمقدار 24 نقطة أساس، وهو أعلى ارتفاع يومي منذ مارس 2020. وشهدت منحنيات السندات خسائر واسعة، فقد خفض المتداولون توقعاتهم لخفض أسعار الفائدة المستقبلي من قل الاحتياطي الفدرالي. كما ارتفعت عوائد السندات لأجل سنتين بمقدار 13 نقطة أساس.
وتفاقمت هذه التحركات بسبب مزاد سندات لأجل 30 عامًا المقرر في وقت لاحق من يوم الأربعاء. جاء هذا التطور لصالح من راهنوا على ما يُعرف بـ”تداولات ترامب”، متوقعين منحنى عائد أكثر حدة وارتفاعًا. عبر عدد من المستثمرين عن إحباطهم لأنهم تراجعوا في اللحظة الأخيرة بعد استطلاعات نهاية الأسبوع التي أشارت إلى تقدم كامالا هاريس، ما زاد الطلب المتأخر على التحوطات الوقائية.
تشير معنويات السوق الحالية إلى أن المستثمرين يعتقدون أن ترامب سيركز على تحفيز الاقتصاد، مما دفعهم للمراهنة على سياسات محتملة مثل خفض الضرائب وفرض الرسوم الجمركية التي قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار. ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار 21 نقطة أساس ليصل إلى 4.48%، وهو أعلى مستوى منذ يوليو. ويأتي هذا التحرك على عكس الانخفاضات في عوائد السندات الأوروبية، بسبب المخاوف من أن الصناعات الأوروبية المعتمدة على التصدير قد تعاني رسومًا جمركية أميركية.
ترامب سيعيد تشكيل الاقتصاد الأميركي
مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، قد تحصل تغييرات كبيرة في الاقتصاد الأميركي. فهو يخطط لزيادة التعريفات الجمركية على كافة الواردات وتنفيذ إجراءات ترحيل واسعة النطاق. بالإضافة إلى ذلك، يسعى إلى التأثير على سياسة الاحتياطي الفدرالي، فإن عددًا من الاقتصاديين يحذر من أن برنامجه قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو.
وعد ترامب في حملته بتخفيضات ضريبية كبيرة، لكن تحقيق ذلك قد يعتمد على انتخابات مجلس النواب غير المؤكدة، على الرغم من سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ. وسيكون عليه التفاوض أكثر مع الكونغرس في السياسة المالية إذا كان هناك حكومة منقسمة.
يحذر المحللون من أن التعريفات الجمركية التي يفرضها ترامب قد تكون ذات تأثير اقتصادي كبير. سبق له فرض رسوم على واردات بقيمة 380 مليار دولار، وهو يعد الآن بتدابير أوسع تشمل تعريفة بنسبة 10% إلى 20% على كافة الواردات وتعريفة بنسبة 60% على السلع الصينية.
يقول ترامب إن هذه التعريفات يمكن أن تولد إيرادات، وتقلل من العجز التجاري، وتشجع على التصنيع المحلي. ومع ذلك، يتوقع معظم الاقتصاديين أن التضخم سيرتفع فالمستهلكون سيواجهون أسعارًا أعلى بسبب هذه التعريفات.
لا تتسرع في الافتراضات
على الرغم من فوز ترامب في الانتخابات، ينبغي على المتداولين تجنب التسرع في استخلاص استنتاجات حول سياسة الاحتياطي الفدرالي، والتضخم، واتجاهات النمو حتى الآن. في حين أن سياسات ترامب قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم، لا يعني ذلك بالضرورة أنه سيتمكن من تنفيذها كلها دفعة واحدة. التوقيت سيكون حاسمًا. لذلك، من المهم الانتظار حتى تتضح نتائج الانتخابات قبل استنتاج تأثيرها على المدى الطويل.
ارتفاع مؤشر الدولار بشكل عام
ارتفع الدولار الأميركي بسبب المخاوف من أن التضخم قد يرتفع خلال رئاسة ترامب، ما قد يدفع الاحتياطي الفدرالي إلى تعديل سياسته في المستقبل. ومع ذلك، لا يزال من المبكر تحديد ذلك.
يتداول المؤشر حاليًا بالقرب من مستوى المقاومة 105.75، الذي يجب مراقبته بعناية. كسر هذا المستوى قد يؤدي إلى مزيد من المكاسب نحو 106.0 في الوقت الحالي.
جني الأرباح من الذهب
على الرغم من كافة المناقشات حول سياسات ترامب التضخمية، انخفضت أسعار الذهب بنحو 100 دولار لتصل إلى أدنى مستوى عند 2,655 دولار بسبب جني الأرباح. كان الارتفاع الأخير في أسعار الذهب مؤشرًا واضحًا على أن المستثمرين كانوا يتوقعون فوز ترامب. التحرك اليوم يُعرف عادةً بـ”اشتر الشائعة، وبِع الحقيقة”.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الإغلاق الأسبوعي تحت 2700 دولار إلى تصحيح على المدى المتوسط يستمر لأسابيع، مع احتمال إعادة اختبار مستوى 2600 دولار.
بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال
نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.
رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.
المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية