التفاؤل التجاري يعزز المعنويات وارتفاع نيفيديا يهيمن وضعف الدولار يتفاقم

تنهي الأسواق المالية العالمية الأسبوع بإيجابية مدعومة بتقدم المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ومؤشرات على تراجع التضخم، وأداء قوي للشركات الكبرى، ما يدعم شهية المخاطرة. ومع ذلك، لا تزال ضعف العملات وعدم اليقين السياسي يؤثران على توجهات الأسواق. في ما يلي استعراض مفصل لتطورات السوق اليوم:

أسواق الأسهم: التقدم التجاري وزخم التكنولوجيا يدفعان المكاسب

واصلت الأسهم العالمية مكاسبها بعد تأكيد مسؤولين أميركيين التوصل لإطار اتفاق مع الصين لاستئناف التجارة في السلع الحساسة، قبيل مهلة فرض الرسوم الجمركية في 9 يوليو. في الوقت نفسه، تظهر مفاوضات الولايات المتحدة مع شركاء تجاريين رئيسيين آخرين، بما في ذلك مجموعة السبع، تقدمًا.

– ارتفعت عقود مؤشر S&P 500 الآجلة بنسبة 0.2%، مواصلة مكاسب الأسبوع الماضي.

– ارتفعت عقود Nasdaq 100 بنسبة 0.3%، مع استمرار تركيز المستثمرين على أسهم التكنولوجيا.

– تقدم مؤشر Stoxx Europe 600 بنسبة 0.9% بدعم من مكاسب واسعة عبر القطاعات.

– سجل مؤشر MSCI Asia Pacific ارتفاعًا بنسبة 0.4%، بقيادة الأسهم اليابانية والتكنولوجيا الإقليمية.

لا تزال أسهم التكنولوجيا في صدارة المشهد، مع بقاء نيفيديا في مركز الاهتمام، فارتفعت أسهم الشركة بنسبة 64% من أدنى مستوياتها في أبريل، لترفع القيمة السوقية إلى 3.78 تريليون دولار، متجاوزة مايكروسوفت وتستعيد لقب أكبر شركة في العالم لجهة القيمة السوقية. يتوقع البعض مزيدًا من المكاسب مدفوعة بارتفاع الطلب على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، مع تقديرات مستقبلية تصل إلى 6 تريليونات دولار.

أبرز أخبار الشركات:

– ارتفعت أسهم الملابس الرياضية مثل أديداس، وبوما، وJD Sports بعد تقرير نايكي عن بوادر تراجع في ضعف المبيعات.

– لا تزال نيفيديا المحرك الأساسي لزخم الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، مع توقعات باستثمارات أميركية ضخمة في البنية التحتية للحوسبة تتجاوز 350 مليار دولار خلال العام المالي المقبل.

أسواق العملات: ضعف الدولار يتفاقم وسط تغيرات سياسية وتوقعات الفائدة

واصل الدولار الأميركي خسائره، متأثرًا بتوقعات خفض الفائدة وغياب اليقين السياسي:

– انخفض مؤشر بلومبرغ للدولار بنسبة 0.4%، مسجلًا رابع جلسة خسائر متتالية.

– ارتفع اليورو إلى 1.1714 دولار، والجنيه الإسترليني إلى 1.3741 دولار.

– استقر الين الياباني عند 144.34 مقابل الدولار، فيما لم يطرأ تغيير يُذكر على اليوان الخارجي عند 7.1683.

يتزامن ضعف الدولار مع تصاعد التكهنات بإمكانية استبدال الرئيس ترامب لرئيس الفدرالي جيروم باول بحلول سبتمبر أو أكتوبر، حيث يرى السوق أن هذا قد يزيد من فرص خفض الفائدة بشكل كبير، مع تسعير المتداولين لتخفيضات تصل إلى 62 نقطة أساس بنهاية العام، مقارنة بـ 50 نقطة أساس الأسبوع الماضي.

عوامل إضافية:

– الاتجاهات الموسمية تضغط أيضًا على الدولار، حيث يُعد يوليو تاريخيًا أضعف أشهر العملة الأمريكية.

– استفادت العملات المرتبطة بالأسواق الناشئة والسلع من تحسن المعنويات وضعف الدولار.

السندات: ارتفاع العوائد وسط تطورات التجارة

لا تزال أسواق السندات حساسة للتغيرات الكلية:

– ارتفعت عوائد السندات الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار 3 نقاط أساس إلى 4.27%.

– صعدت عوائد السندات الألمانية إلى 2.58%.

– ارتفعت عوائد السندات البريطانية إلى 4.49%.

يتنقل المستثمرون بين توقعات سياسة الفدرالي، الأخبار التجارية، ومؤشرات استقرار التضخم، بخاصة في أوروبا حيث تظهر البيانات ارتفاعًا محدودًا في الأسعار دون إثارة قلق صانعي السياسات.

السلع: إشارات متباينة بين الطاقة والمعادن

أظهرت أسواق السلع أداءً متباينًا:

– ارتفع خام برنت بنسبة 0.7% إلى 68.20 دولار للبرميل، متعافيًا من خسائر حادة الأسبوع الماضي عقب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.

– تراجع الذهب بنسبة 1.3% إلى 3283 دولارًا للأونصة مع انحسار الطلب على الملاذات الآمنة.

– ارتفعت أسعار النحاس بسبب مخاوف العرض والرسوم الجمركية الأميركية الوشيكة، حيث وصل الفارق السعري ليوم واحد إلى أعلى مستوى في أربع سنوات.

– سجل البلاتين أعلى مستوياته منذ أبريل 2022، مدعومًا بتضييق الإمدادات وتعافي الطلب الصناعي.

العملات الرقمية: استقرار البيتكوين، أداء قوي للإيثريوم

– تراجع البيتكوين بنسبة 0.9% إلى 106,883 دولارًا، مهدئًا من مكاسبه الأخيرة.

– ارتفع الإيثريوم بنسبة 0.1% إلى 2,449 دولارًا، محافظًا على صموده النسبي.

لا تزال الأصول الرقمية حساسة لتحركات الدولار، وتوجهات شهية المخاطرة، والسيولة في الأسواق.

المخاطر الكلية ومراقبة السياسات

تتجه أنظار المستثمرين إلى:

– اتفاقيات التجارة بين الصين ومجموعة السبع قبيل مواعيد الرسوم الجمركية الحاسمة.

– هيمنة نيفيديا على قطاع الذكاء الاصطناعي، ما يعكس قوة التكنولوجيا لكنه يكشف مخاطر التركّز المفرط.

– عدم اليقين بشأن قيادة الفدرالي، مع إشارات ترامب بالتدخل في السياسة النقدية.

– تقلبات السلع والعملات تظل مرتبطة بالتطورات الجيوسياسية وتغيرات توقعات الفائدة.

التوصيات الاستراتيجية للمستثمرين

– الحفاظ على التعرض لقطاعات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي مع إدارة مخاطر التقييمات المرتفعة.

– التحوط من مخاطر العملة مع استمرار ضعف الدولار.

– متابعة التغيرات في السياسات، بخاصة تواصل الفدرالي ومفاوضات التجارة.

– توخي الحذر في أسواق السلع، مع موازنة مخاطر العرض مع توقعات الطلب العالمي.

تُظهر الأسواق تفاؤلًا حذرًا، لكن الهشاشة الأساسية تشير إلى احتمال استمرار التقلبات وظهور تغييرات سريعة في اتجاهات السوق.

بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال

نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.

رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.

المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية