الأسواق تنتعش مع وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط والنفط يتراجع لكن التوترات مستمرة

افتتحت الأسواق المالية العالمية الأسبوع بتفاؤل حذر بعد أن خفف وقف إطلاق النار المؤقت بين إسرائيل وإيران من المخاوف الفورية بشأن التصعيد. ومع ذلك، لا يزال الشك سائداً في ظل الهجمات المتفرقة والتصريحات المتضاربة التي تختبر صمود الهدنة. وبينما ترتفع الأسهم ويتراجع النفط، تواصل حالة عدم اليقين الجيوسياسي وديناميكيات الطاقة المتغيرة التأثير على المعنويات. وفي ما يلي نظرة شاملة على تطورات الأسواق اليوم:

ارتياح وقف إطلاق النار يعزز الأسهم لكن الهدوء لا يزال هشاً

ارتفعت الأسهم العالمية بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. ورحبت الأسواق بخفض التصعيد المؤقت بعد أسبوعين من الصراع الشديد الذي زعزع الأسواق المالية ودفع أسعار النفط نحو 80 دولاراً للبرميل.

– العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 ارتفعت بنسبة 0.8%، في إشارة إلى ثاني يوم من المكاسب.

– مؤشر Euro Stoxx 50 ارتفع بنسبة 1.3% مع تقدم المؤشرات الأوروبية الأوسع.

– مؤشر MSCI لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ ارتفع بنسبة 2.2%، في أكبر مكاسب يومية له منذ أكثر من شهر.

– العقود الآجلة لمؤشر Nasdaq 100 أضافت 1.1% بدعم من تفاؤل قطاعي التكنولوجيا والطاقة.

– أسهم الأسواق الناشئة ارتفعت بنسبة 2.3%، مواكبة لموجة التفاؤل العالمية.

ومع ذلك، لا يزال التفاؤل محدوداً بعد اتهام إسرائيل لإيران بخرق وقف إطلاق النار عبر إطلاق صواريخ، ما دفع إسرائيل للتعهد برد عسكري. أما إيران فنفت هذه الاتهامات.

النفط يتراجع مع ترقب السوق لفائض الإمدادات واختبار الهدنة

تراجعت أسعار النفط بعد إعلان وقف إطلاق النار، ما أزال جزءاً كبيراً من علاوة المخاطر الجيوسياسية:

– انخفض خام برنت بنسبة وصلت إلى 5.6% قبل أن يقلص الخسائر ليتداول بالقرب من 69 دولاراً للبرميل.

– انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 3.4% ليستقر عند 66.20 دولاراً للبرميل.

– أسهم شركات النقل البحري والطاقة قادت التراجعات في الأسهم الأوروبية.

– أدى هذا الهبوط في الأسعار إلى إعادة السوق إلى مستويات ما قبل الصراع، مع تركيز المتداولين الآن على احتمال حدوث فائض في الإمدادات مع إعادة تفعيل قدرات أوبك+ المعطلة.

على الرغم من وقف إطلاق النار، أفادت قوات الدفاع الإسرائيلية برصد إطلاق صواريخ من إيران، ما دفع أسعار النفط للارتفاع بشكل طفيف قبل استئناف الاتجاه الهابط.

رد فعل أسواق العملات: الدولار يتراجع والين وعملات المخاطرة ترتفع

عكست أسواق العملات عمليات التخفيف الحذر لتدفقات الملاذات الآمنة الأخيرة:

– مؤشر بلومبرغ للدولار تراجع بنسبة 0.4%، عاكساً جزءاً من قوته الأخيرة.

– اليورو ارتفع بنسبة 0.2% إلى 1.1600 دولار، بينما صعد الجنيه الإسترليني بنسبة 0.7% إلى 1.3612 دولار.

– الين الياباني تقدم بنسبة 0.7%، متفوقاً على العملات الأخرى الآمنة.

– بقي اليوان الصيني الخارجي مستقراً عند 7.1743 مقابل الدولار.

قاد الدولار الأسترالي والنيوزيلندي مكاسب عملات مجموعة العشر، مدعومة بآمال تراجع التوترات الجيوسياسية.

السلع: تراجع الذهب وتخفيف في أسعار الطاقة الأوسع

انخفضت أسعار الذهب مع تراجع الطلب على الملاذات الآمنة، على الرغم من بقاء المعدن قريباً من مستوياته المرتفعة في ظل البيئة الهشة للمخاطر:

– سعر الذهب الفوري انخفض بنسبة 1.3% إلى 3,325 دولاراً للأونصة، متتبعاً تحسن المعنويات في الأسواق.

– أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية تراجعت بنسبة وصلت إلى 13% مع تلاشي مخاوف تعطّل الشحن البحري.

– استؤنفت صادرات الغاز الطبيعي المسال الأميركية بعد انتهاء أعمال الصيانة، ما أضاف إمدادات إلى الأسواق العالمية.

ضاقت فجوة الأسعار الآجلة في عقود برنت بشكل حاد، ما يعكس تلاشي المخاوف الفورية بشأن الإمدادات.

عودة التركيز على المصارف المركزية: الفدرالي والمركزي الأوروبي في دائرة الضوء

مع تراجع التوترات الجيوسياسية مؤقتاً، يتحول تركيز الأسواق مجدداً إلى السياسة النقدية:

– عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات استقرت عند 4.35%.

– عوائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات ارتفعت بمقدار 4 نقاط أساس إلى 2.54%.

– السندات البريطانية لأجل 10 سنوات صعدت بمقدار 3 نقاط أساس، ما يعكس تحسن المعنويات.

ينتظر المتداولون شهادة رئيس الفدرالي جيروم باول، مع تزايد التوقعات بشأن توجيهاته المستقبلية وآفاق التضخم.

تطورات الشركات الجديرة بالمتابعة

– الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia بدأ في بيع الأسهم، مع خطط لبيع ما يصل إلى 865 مليون دولار هذا العام.

– تواجه Google المزيد من التدقيق من قبل الجهات التنظيمية في المملكة المتحدة بسبب قضايا مكافحة الاحتكار.

– صفقة استحواذ BBVA الإسبانية على بنك Sabadell تواجه شروطاً جديدة.

– تواجه Grifols تحديات قانونية بسبب تسعير البلازما المرتبط بملكية العائلة.

التوقعات: تفاؤل حذر لكن المخاطر الجيوسياسية قائمة

على الرغم من أن وقف إطلاق النار وفّر ارتياحاً مؤقتاً، إلا أن الوضع لا يزال هشاً:

– تراقب الأسواق عن كثب ما إذا كان سيتم تأكيد هدنة دائمة أو حدوث تصعيد جديد محتمل.

– قد تواجه أسواق النفط تقلبات متجددة إذا استؤنفت الأعمال العدائية، لا سيما في نقاط المرور البحرية الحيوية مثل مضيق هرمز.

– يتحول التركيز مجدداً إلى سياسات التجارة الأميركية والرسوم الجمركية، بخاصة مع تصاعد الضغوط لإنجاز الاتفاقيات قبيل الاستحقاقات السياسية.

في الوقت الحالي، تستفيد الأسواق من انتعاش هش، لكن التمركز الدفاعي والحذر من تأثير الأخبار السريعة لا يزالان النهج الأكثر عقلانية في هذا المناخ المتقلب.

بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال

نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.

رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.

المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية