الأسواق العالمية ترتفع إثر مناقشة الولايات المتحدة وروسيا إنهاء حرب أوكرانيا

ارتفعت الأسهم العالمية مع تصدر المفاوضات بين المسؤولين الأميركيين والروس لإنهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات في أوكرانيا المشهد العالمي. ومن المتوقع أن تفتح وول ستريت على ارتفاع، فقد ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 0.3%، بينما ارتفعت عقود ناسداك 100 بنسبة 0.4% بعد عطلة يوم الاثنين.
في أوروبا، ظل مؤشر Stoxx 600 بالقرب من مستوياته القياسية، مدعومًا بمكاسب في أسهم الصناعات الدفاعية مثل Rheinmetall AG وDassault Aviation SA، وسط توقعات بزيادة الإنفاق العسكري الحكومي. في الوقت نفسه، سجل مؤشر الأسهم في الأسواق الناشئة أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر.
توقعات ارتفاع الإنفاق الدفاعي زادت من الضغوط على السندات الأوروبية، فقد ارتفع عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات، وهو المعيار القياسي لمنطقة اليورو، إلى أعلى مستوى له في أكثر من أسبوعين. ومع إعادة فتح أسواق سندات الخزانة الأميركية، ارتفعت عوائد السندات لأجل 10 سنوات بثلاث نقاط أساس تقريبًا.
تزامنت هذه التحركات في الأسواق مع استضافة المملكة العربية السعودية لمحادثات دبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة، ما قد يمهد الطريق لاجتماع مستقبلي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. في الوقت نفسه، يبحث القادة الأوروبيون خططًا جديدة لتمويل الدفاع قبيل قمة 20-21 مارس.
يظل مزاج المستثمرين تجاه الأسهم إيجابيًا بشكل عام، فقد أظهر استطلاع لــ”بنك أوف أمريكا” أن الأسهم العالمية هي فئة الأصول الأكثر تفضيلًا حاليًا بين المستثمرين. كما انخفضت مستويات النقدية المحتفظ بها من قبل مديري الصناديق إلى أدنى مستوياتها منذ العام 2010، ما يشير إلى زيادة الإقبال على المخاطر.
تحركات الأسهم قبل افتتاح الأسواق
ارتفعت أسهم شركة Intel Corp بعد تقرير من وول ستريت جورنال أفاد بأن شركتي TSMC وBroadcom تدرسان صفقات قد تعيد تشكيل صناعة أشباه الموصلات في الولايات المتحدة. وتراجعت أسهم Delta Air Lines Inc بعد أن فقدت إحدى طائراتها السيطرة أثناء الهبوط في تورنتو. كذلك انخفضت أسهم InterContinental Hotels Group Plc في أوروبا بعد الإعلان عن نتائج أرباح مخيبة للآمال.
تركيز المستثمرين على السياسة النقدية للاحتياطي الفدرالي
تتجه الأنظار مجددًا نحو توجهات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفدرالي. صرّح كريستوفر والر، عضو مجلس الاحتياطي الفدرالي، بأن البيانات الاقتصادية الأخيرة تدعم الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية حتى يتحقق مزيد من التقدم في السيطرة على التضخم. ساهمت تعليقاته في ارتفاع الدولار الأميركي مقابل العملات الرئيسية الأخرى.
ينتظر المستثمرون تصريحات إضافية من مسؤولي الاحتياطي الفدرالي هذا الأسبوع، فمن المقرر أن يتحدث كل من ماري دالي ومايكل بار يوم الثلاثاء، يلي ذلك نشر محضر اجتماع السياسة النقدية الأخير للمركزي يوم الأربعاء.
ثقة المستثمرين الألمان تشهد أكبر قفزة منذ عامين قبل الانتخابات
شهد مؤشر ثقة المستثمرين في ألمانيا أكبر تحسن له في عامين، مدفوعًا بتوقعات بأن الانتخابات المقبلة ستسفر عن حكومة مؤيدة للأعمال التجارية، وأن خفض أسعار الفائدة سيعزز الطلب الاقتصادي.
أفاد معهد ZEW بأن مؤشر التوقعات الاقتصادية قفز إلى 26 في فبراير، ارتفاعًا من 10.3 في يناير، متجاوزًا توقعات الاقتصاديين. وعلى الرغم من أن مؤشر الأوضاع الحالية ارتفع أيضًا، كانت الزيادة أكثر تواضعًا.
قال رئيس معهد ZEW، أخيم وامباخ، في بيان يوم الثلاثاء: “هذا التفاؤل المتزايد من المرجح أن يكون مدفوعًا بآمال في تشكيل حكومة ألمانية أكثر كفاءة.” وأضاف: “علاوة على ذلك، وبعد فترة طويلة من ضعف الطلب، من المتوقع أن ينتعش الاستهلاك الخاص في الأشهر الستة المقبلة.”
كانت القضايا الاقتصادية محور النقاش في الانتخابات الألمانية، فقد تعهد المرشح الأبرز، فريدريك ميرز، بتحفيز النمو الاقتصادي عبر خفض الضرائب، وإزالة القيود التنظيمية، وإجراء تعديلات على الإنفاق الاجتماعي.
يعاني أكبر اقتصاد في أوروبا من ركود للعام الثاني على التوالي، ومن المتوقع أن يظل الاقتصاد راكدًا في العام 2025. كما أن قطاع التصنيع الألماني، الذي يعتمد بشكل كبير على الصادرات، لا يزال يُشكل عبئًا كبيرًا على الأداء الاقتصادي بسبب ضعف الطلب من الصين، وارتفاع تكاليف الطاقة، والاضطرابات الجيوسياسية. وعلى الرغم من أن مؤشر النشاط الصناعي أظهر بعض التحسن مؤخرًا، لا يزال يشير إلى انخفاض الإنتاج.
مؤشر الدولار الأميركي يقترب من مستوى دعم رئيسي
بدأ مؤشر الدولار الأميركي DXY الأسبوع بارتفاع طفيف بعد عطلة يوم الرؤساء في الولايات المتحدة، فقد وصل إلى 107.05. ومع ذلك، من المتوقع أن يكون هذا الارتفاع محدودًا، فقد يقع مستوى الدعم التالي عند 106.40. لا تزال طريقة التوقيت/السعر تشير إلى أن الاتجاه الهابط لم ينته بعد، وكسر مستوى 106.40 قد يمهد الطريق لمزيد من التراجع نحو 106.0 ثم 105.50 في المدى القريب. من ناحية أخرى، فإن مستوى 107.35 يمثل مقاومة قوية في المستقبل.
اليورو مقابل الدولار الأميركي يختبر مقاومة 1.05
حاول اليورو اختراق مستوى المقاومة 1.05 لمدة يومين متتاليين لكنه فشل، متراجعًا إلى 1.0450 في وقت مبكر اليوم. ومع ذلك، لا تزال المؤشرات الفنية إيجابية عبر معظم الفترات الزمنية. في حال نجح اليورو في كسر حاجز 1.05، فقد نشهد مزيدًا من المكاسب نحو 1.0550. أما على الجانب السلبي، فإن مستوى 1.0400 يجب أن يشكل دعمًا قويًا.
الفضة تفشل في تحقيق اختراق
ارتفعت أسعار الفضة يوم الجمعة لتصل إلى 33.40 دولار، لكنها لم تتمكن من الحفاظ على مكاسبها، فقد أغلقت الأسبوع عند 32.15 دولار مع ظهور شمعة انعكاسية واضحة على الرسم البياني اليومي. ومع ذلك، نجحت الفضة في البقاء فوق مستوى الدعم 32.0 يومي الاثنين والثلاثاء، مسجلة أعلى مستوى عند 32.50 دولار حتى الآن.
وعلى الرغم من هذا التراجع الملحوظ، فإن الاستقرار فوق 32.0 يُبقي المشترين مسيطرين على الاتجاه، لكن اختراق مستوى 32.50 لا يزال ضروريًا للتمهيد لمزيد من المكاسب في المستقبل. أما إذا فشل السعر في الاختراق، فقد يزيد خطر حدوث تراجع آخر.
بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال
نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.
رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.
المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية