الأسواق العالمية تتراجع مع تصاعد التوترات التجارية وبيتكوين تسجل مستويات قياسية

افتتحت الأسواق الأسبوع بنبرة حذرة، فقد أثرت التوترات التجارية المتجددة بقيادة الولايات المتحدة على معنويات المستثمرين. ومع تراجع العقود الآجلة للأسهم وارتفاع حالة عدم اليقين الجيوسياسي، يراقب المتداولون عن كثب البيانات الاقتصادية المقبلة وموسم الأرباح للحصول على توجيه أوضح. في غضون ذلك، اخترقت بيتكوين حاجز 120,000 دولار، وسجلت الصين بيانات صادرات أقوى، ما يعكس تباينًا في المشهد الاقتصادي العالمي.

الرسوم الجمركية الأميركية تثير الحذر في الأسواق العالمية

شهدت أسواق الأسهم العالمية تراجعات طفيفة بعد إعلان الرئيس ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الواردات من الاتحاد الأوروبي والمكسيك. وجاء هذا التصعيد المفاجئ على الرغم من وجود مؤشرات سابقة على استمرار المفاوضات بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين الرئيسيين. انخفضت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 0.4%، بينما تراجعت العقود الأوروبية بنسبة 0.6%. أما الأسواق الآسيوية فبقيت شبه مستقرة مع مكاسب طفيفة في هونغ كونغ وشنغهاي.

تشير هذه الرسوم إلى جولة جديدة من السياسات الحمائية تستهدف عددًا من المناطق، ما يقوض التفاؤل الأخير بشأن مفاوضات التجارة العالمية. وبينما لا يزال بعض المستثمرين يتوقعون تراجع ترامب عن قراراته قبل تنفيذها، بدأ آخرون في احتساب الأضرار المحتملة وطويلة الأمد على تدفقات التجارة العالمية والثقة بالأسواق.

الاتحاد الأوروبي يرد بتوسيع مشاركاته وتحضير للرد بالمثل

ردًا على الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة، بدأ الاتحاد الأوروبي محادثات مع دول مثل كندا واليابان لاستكشاف استراتيجيات مشتركة. ويهدف التكتل إلى تعميق علاقاته التجارية مع اقتصادات منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بما في ذلك الهند، فيُتوقع إبرام اتفاق تجاري بحلول نهاية العام.

مدد الاتحاد الأوروبي تعليق الإجراءات المضادة ضد الولايات المتحدة حتى الأول من أغسطس لإتاحة الفرصة لمزيد من المفاوضات. ومع ذلك، يستعد الاتحاد في بروكسل لقائمة موسعة من الرسوم الجمركية الانتقامية تغطي ما يصل إلى 72 مليار يورو من السلع الأمريكية إلى جانب قيود على التصدير، في حال فشل المحادثات.

ويحث قادة أوروبا على وحدة الصف، فحذر المستشار الألماني من تأثيرات جسيمة على المصدرين في أكبر اقتصاد أوروبي. كما دعا الرئيس الفرنسي ماكرون إلى تسريع الاستعدادات للرد بالمثل. وعلى الرغم من التصريحات القوية، لا يزال الاتحاد الأوروبي مترددًا في استخدام أداة “مكافحة الإكراه” التجارية التي يُحتفظ بها لما يُعتبر “ظروفًا استثنائية”.

صادرات الصين ومفاجأة إيجابية

في تطور نادر إيجابي للتجارة العالمية، تسارع نمو الصادرات الصينية في يونيو بنسبة 5.8% على أساس سنوي ليصل إلى 325 مليار دولار، متجاوزًا التوقعات. كما عادت الواردات للنمو، ما رفع الفائض التجاري إلى 115 مليار دولار في الشهر.

وجاء هذا التحسن نتيجة لتخفيف الرسوم الأميركية، التي انخفضت من 145% في أبريل إلى 55% حاليًا، إلى جانب الطلب القوي من الأسواق الخارجية الرئيسية. ومع ذلك، حذرت الجهات الرسمية في بكين من أن تزايد السياسات الحمائية عالمياً والمخاطر الخارجية المعقدة قد تؤثر سلبًا على التجارة في النصف الثاني من العام.

كما أن الهياكل الجمركية الجديدة بين الولايات المتحدة وفيتنام، لا سيما تلك التي تستهدف البضائع المعاد تصديرها، قد تعرقل سلاسل التوريد الصينية. لكن صمود التجارة الصينية هذا العام ساعد على تعويض ضعف الطلب المحلي، ما يبقي نمو الناتج المحلي الإجمالي قريبًا من هدف الحكومة البالغ 5%.

بيتكوين تتجاوز 120,000 دولار والفضة تتألق

اخترقت بيتكوين حاجز 120,000 دولار لأول مرة، محققة مكاسب بنسبة 1.4%، ما يعكس استمرار اهتمام المستثمرين بالأصول البديلة وسط حالة عدم اليقين الجيوسياسي والنقدي. كما ارتفعت إيثر بنسبة 1.5% متجاوزة 3,030 دولارًا.

تستفيد المعادن الثمينة من النبرة الحذرة في الأسواق. وتداولت الفضة، على وجه الخصوص، قرب أعلى مستوياتها منذ العام 2011 بدعم من الطلب الصناعي وتدفقات المستثمرين الباحثين عن الملاذات الآمنة. أما الذهب الفوري فظل مستقرًا، متماسكًا فوق 2,400 دولار للأونصة.

المصارف المركزية تحت المجهر: بنك اليابان والاحتياطي الفدرالي

في اليابان، ارتفع الين بشكل طفيف وسط تقارير تشير إلى أن بنك اليابان قد يرفع توقعاته للتضخم في اجتماعه المقبل. كما ارتفع عائد السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 سنوات بمقدار خمس نقاط أساس ليصل إلى 1.55%.

في المقابل، يواجه الاحتياطي الفدرالي الأميركي ضغوطًا متزايدة. فقد صعّد الرئيس ترامب ومسؤولون في إدارته من انتقاداتهم لرئيس الفدرالي جيروم باول بسبب تكاليف تجديد مقر المصرف المركزي. وتزايدت في واشنطن الأحاديث عن إمكانية إقالة باول، وهي خطوة قد تؤدي، إذا حدثت، إلى تقلبات حادة في الدولار وسوق السندات الأميركية.

ما يجب مراقبته هذا الأسبوع

– الناتج المحلي الإجمالي والإنتاج الصناعي في الصين

– بيانات مؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو

– انطلاق موسم أرباح الربع الثاني

ستكون الأسواق حساسة لأي مفاجآت في بيانات التضخم ونتائج الشركات، مع تقييم المخاطر المتعلقة بالركود، واتجاه السياسة النقدية، وتأثير الرسوم الجمركية المرتفعة على هوامش الأرباح.

مع تصاعد التوترات التجارية وتغير ديناميكيات المصارف المركزية، من المرجح أن تظل التقلبات مرتفعة. ويُنصح المتداولون بالبقاء في حالة تأهب والتركيز على البيانات المؤثرة والتطورات الجيوسياسية التي قد تعيد تشكيل التوقعات لما تبقى من العام.

بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال

نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.

رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.

المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية