ضعف الدولار وتغييرات في قواعد رأس المال لدى الفدرالي وضعف ثقة المستثمرين تهيمن على المشهد

تتنقل الأسواق المالية العالمية في بيئة معقدة مع تزايد التوقعات بتغييرات في السياسة النقدية الأميركية، وطرح تعديلات تنظيمية، إلى جانب هشاشة ثقة المستثمرين التي تثقل كاهل الأصول الرئيسية. في ما يلي تفصيل شامل لأحدث التطورات:
تراجع الدولار بسبب تكهنات حول الفدرالي والضبابية السياسية
لا يزال الدولار الأميركي تحت الضغط، ممتداً في سلسلة خسائره للجلسة الرابعة على التوالي، مدفوعاً بتوقعات خفض الفائدة قريباً وتزايد المخاطر السياسية:
– مؤشر بلومبرغ للدولار تراجع إلى أدنى مستوياته منذ أبريل 2022 بنسبة 0.4%.
– تقرير من صحيفة وول ستريت جورنال أشار إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يعلن عن بديل لرئيس اليدرالي جيروم باول في سبتمبر أو أكتوبر.
– يتوقع المشاركون في السوق أن يتماشى الرئيس المقبل للفدرالي مع دعوات ترامب لخفض الفائدة بشكل قوي، ما يعزز النظرة السلبية تجاه الدولار.
– يسعر المتداولون الآن 62 نقطة أساس من تخفيضات الفائدة بنهاية العام، ارتفاعاً من 50 نقطة أساس في الأسبوع الماضي.
– الاتجاهات الموسمية تضغط أيضاً على الدولار، فشهر يوليو يُعدّ تاريخياً أضعف أشهر الدولار، بمتوسط تراجع 0.6% منذ 2005.
تأثير السوق:
– العملات الآسيوية تفوقت في الأداء، مع ارتفاع اليوان الخارجي والين الياباني.
– العملات الأوروبية اكتسبت زخماً، فقد ارتفع اليورو والجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوياتهما منذ سنوات.
– ضعف الدولار له آثار واسعة على الأسواق الناشئة، والسلع، وشهية المخاطر عالمياً.
الفدرالي يقترح تخفيف قواعد رأس المال للمصارف الكبرى
كشف الاحتياطي الفدرالي عن خطط لتقليص متطلبات نسبة الرفع المالية المعززة (eSLR) على المصارف الأميركية الكبرى:
– قد تنخفض متطلبات رأس المال على مستوى الشركات القابضة إلى ما بين 3.5% و4.5% بدلاً من 5%، مع تخفيضات مماثلة للوحدات التابعة من 6%.
– تهدف هذه التغييرات، التي يدعمها رئيس الفدرالي جيروم باول، إلى تعزيز قدرة المصارف على الاحتفاظ بسندات الخزانة والاضطلاع بدور الوسيط في السوق.
– المعارضون، بمن فيهم السيناتورة إليزابيث وارن والحاكم السابق مايكل بار، يحذرون من أن هذه التعديلات قد تضعف الاستقرار المالي، مع إمكانية تقليص رأس المال المتاح في المصارف بنحو 210 مليار دولار.
– أثار المقترح فترة تعليق عام مدتها 60 يوماً، ومن المتوقع أن تطالب الصناعة بمزيد من الاستثناءات، بخاصة المتعلقة بحيازة سندات الخزانة.
تأثير السوق:
– التيسير التنظيمي قد يعزز سيولة سوق السندات الأميركية، لكنه يثير مخاوف بشأن المخاطر النظامية في فترات التوتر.
– من المرجح أن تستفيد أسهم القطاع المالي، لكن الحذر مستمر بين المستثمرين بما يتعلق بمتانة النظام المصرفي على المدى الطويل.
تراجع عائدات السندات الأميركية وسط ضبابية سياسة الفدرالي والمخاطر السياسية
تعكس أسواق السندات تزايد التوقعات بتيسير السياسة النقدية الأميركية:
– انخفضت عائدات السندات الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.27%، وهو أدنى مستوى في أكثر من شهر.
– أشار مسؤولو الفدرالي، بمن فيهم ميشيل بومان وكريستوفر والر، إلى إمكانية خفض الفائدة بدءاً من يوليو إذا استمرت معدلات التضخم في التراجع.
– مع ذلك، شدد باول على عدم اليقين بشأن التأثير التضخمي لسياسات ترامب الجمركية، داعياً إلى التريث في اتخاذ قرارات خفض الفائدة.
– أضاف مقترح الفدرالي لتخفيف قواعد رأس المال مزيداً من التعقيد للأسواق، مع تداعيات محتملة على آلية عمل سوق السندات.
السلع: إشارات متباينة مع استقرار النفط وتقلبات في المعادن الثمينة
– ارتفعت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي وسط آمال بوقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، على الرغم من استمرار هشاشة المعنويات.
– خام برنت وغرب تكساس صعدا بشكل طفيف، مع إشارة روسيا إلى استعدادها للنظر في زيادات إضافية في إنتاج أوبك+.
– قفزت أسعار البلاتين إلى أعلى مستوياتها منذ أبريل 2022، بدعم من قيود العرض وتعافي الطلب الصناعي.
– لا يزال الذهب مدعوماً بالقرب من أعلى مستوياته الأخيرة، وسط مخاطر جيوسياسية مستمرة وتغيرات في توقعات أسعار الفائدة.
الأسهم العالمية: أداء متباين، وآسيا تتفوق، وأوروبا حذرة، والعقود الأميركية مرنة
– سجلت مؤشرات الأسهم الآسيوية مكاسب واسعة، بقيادة أسهم الدفاع والتكنولوجيا اليابانية بعد تعزيز ميزانية الإنفاق الدفاعي لحلف الناتو.
– الأسواق الأوروبية افتتحت بحذر، وسط ضبابية تنظيمية وضعف في ثقة المستثمرين.
– العقود الآجلة للأسهم الأميركية ارتفعت، مدفوعة بأداء قوي لسهم Nvidia وتزايد التوقعات بتيسير السياسة النقدية.
– لا تزال قطاعات الدفاع والتكنولوجيا محور الاهتمام في ظل إعادة ترتيب التحالفات الجيوسياسية.
سوق العملات الرقمية: تعافٍ حذر وسط تقلبات مستمرة
– انتعش البيتكوين بشكل طفيف، لكنه لا يزال دون مستويات المقاومة الفنية الرئيسية بعد خسائر الأيام الماضية.
– تفوق الإيثيريوم في الأداء، ما يعكس شهية مستمرة للأصول البديلة في ظل ضعف الدولار.
– تبقى العملات الرقمية شديدة التأثر بالعناوين الاقتصادية الكبرى وتغيرات السيولة العالمية.
المخاطر الكلية وترقب السياسات:
– لا تزال الضبابية تحيط بقيادة الفدرالي وتأثير ترامب المتزايد على السياسة النقدية، ما يضغط على معنويات المستثمرين.
– التوترات الجيوسياسية، لا سيما في الشرق الأوسط، تواصل تغذية المخاطر المرتبطة بأسواق النفط والاستقرار العالمي.
– التعديلات المقترحة من الفدرالي، على الرغم من دعمها لسوق السندات، قد تعيد المخاطر النظامية إلى الواجهة.
– يترقب المستثمرون بيانات اقتصادية أميركية وأوروبية مهمة، إلى جانب خطابات مسؤولي المصارف المركزية، بحثاً عن إشارات أوضح حول مسار السياسة النقدية.
الرؤية الاستراتيجية:
في هذا المشهد المتغير، يُنصح المستثمرون بـ:
– الحفاظ على تنوع الأصول مع التركيز على الأصول الدفاعية.
– التحوط من مخاطر العملات، لا سيما ضعف الدولار.
– متابعة تطورات السياسة النقدية في الفدرالي والمصارف المركزية العالمية.
– التكيف بسرعة مع المتغيرات، في ظل ارتفاع حساسية الأسواق للأخبار وتزايد احتمالات التقلبات المفاجئة.
الأسواق تمر بمرحلة إعادة تموضع، فثقة المستثمرين ترتبط بوضوح السياسات، واستقرار الجغرافيا السياسية، وخطوات المصارف المركزية المقبلة.
بقلم نور الحموري، كبير محللي الأسواق في سكويرد فاينانشيال
نور مستثمر ومحلل للأسواق مستقل ومستشار مالي، يحمل بكالوريوس في علم المالية والمصارف من جامعة عمان الأهلية وشهادة CFTe في الاقتصاد من الاتحاد العالمي للمحللين الفنيين. يتمتع نور بخبرة 15 سنة في الفوركس والأسهم والتطورات الاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى تحليل سياسات المصارف المركزية والتحليل ما بين الأسواق المالية. نور يظهر بانتظام على أبرز الشبكات التلفزيونية العالمية، مثل بي بي سي (BBC) والجزيرة، والحرّة، وسي إن بي سي (CNBC) وبلومبرغ (Bloomberg)، في أحاديث وتحاليل وقراءات للأسواق وأحداثها.
رفع المسؤولية: هذا التواصل تسويقي ولا يحتوي، ولا يجب تفسيره على أنه يحتوي على: نصائح استثمارية أو توصيات استثمارية، أو عرض أو التماس لأي معاملات تتصل بالأدوات المالية. لا يُعدُّ الأداء في الماضي ضمانًا أو تنبؤًا بأي أداء مستقبلي. ولا تُعدُّ المعلومات المذكورة هنا توصيةً شخصيةً ولا تُراعي أهدافك الاستثمارية الشخصية، أو استراتيجيات الاستثمار لديك، أو وضعك المالي أو احتياجاتك المالية. لا تُقدم شركة سكويرد فاينانشيال (Squared Financial) ولا تتحمل أي مسؤولية عن دقة المعلومات الواردة أو اكتمالها، أو أي خَسارة ناتجة عن أي استثمار بناءً على توصية أو تنبؤ أو معلومات أخرى تقدمها شركة سكويرد فاينانشيال.
المعلومات الواردة في هذا الموقع غير موجَّهة لأي شخص في أي بلد أو ولاية يكون فيها ذلك النشر أو الاستخدام مخالفًا للقانون أو التنظيمات المحلية